الإنضباط الذاتي
Self-discipline, every day is a fresh start by Alysha Rosly on Unsplash |
لماذا جميع البشر يسعون إلى النجاح؟ ولماذا قلة قليلة تصل الى هذا الطموح العام؟ ما السر؟
الإنسان في بعض الأحيان لا بد له أن يقوم بما لا يريده الآن ليصل إلى ما يريده في المستقبل، لا يمكن دائمًا الإعتماد على مزاجيتنا لتأدية المهام، النفس البشرية تتوق إلى الراحة أكثر من المجهود حتى وإن كان هذا المجهود ليصل إلى وضع أفضل.
أحيانًا يجب عليك القيام بالمهام وإن كنت لا تشعر بذلك، اضغط على نفسك فهذا طبيعي. قد تتهرب من إنجاز مهمتك ليس لصعوبتها بل لرغبة فطرية داخلية تأمرك بالتوقف، هذه الرغبة ليست دائمًا في صفك حقًا، تجاوزها إن أردت أن تصل إلى أي مكان. تحكمك بذاتك وإتباعك لما هو أفضل بدلًا من ما هو أكثر راحة، يندرج تحت مصطلح الإنضباط الذاتي.
إذًا ما هو الإنضباط الذاتي؟ وكيف يمكن تحقيقه؟
في هذا المقال نقدم لك الإنضباط الذاتي وعدة طرق فعالة لتحقيقه!
جدول المحتويات:
الإنضباط الذاتي - مدونة ريشة الأمل |
تعريف الإنضباط الذاتي
الإنضباط الذاتي هو قدرتك على القيام بمهامك وواجباتك حتى إن كنت لا تشعر بالجاهزية أو حتى إن كنت جسديًا مرهق، بمعنى آخر الإنضباط الذاتي هو دفع نفسك نحو التقدم والإلتزام حتى لو كنت تشعر بغير ذلك.
مثلًا، أنت كاتب محتوى وقمت بتجهيز خطة المحتوى لهذا الشهر، وفي يوم ما شعرت أنك غير قادر معنويًا على المضي قدمًا والالتزام بخطتك، إن كنت ممن يملكون مهارة الإنضباط الذاتي فستحاول أن تنجز وتضغط على نفسك قليلًا لتنجز مهمة اليوم، في النهاية ستكتشف أنك لست متعب فقط تتهرب من الإلتزام!
فوائد الإنضباط الذاتي
الإنضباط الذاتي يساعدك على إنجاز المهام وتحقيق الأهداف، أيضًا ينمي بداخلك الإحساس بالمسؤولية والقدرة على تنفيذ أي مهمة دون تعب.
الإنضباط الذاتي يضيف لك حس التحكم بحياتك، حيث أنك تتوقف عن الركض وراء المتع اللحظية في كل لحظة وتصبح أكثر قدرة على العطاء والإنجاز، كما أن الإنضباط الذاتي يساعدك على تحسين ثقتك بنفسك بالتالي تحسين مزاجك وصحتك النفسية.
طرق تحقيق الإنضباط الذاتي | مدونة ريشة الأمل |
أفضل الطرق لتحقيق الإنضباط الذاتي
مهارة الإنضباط الذاتي يمكن إكتسابها بسهولة، تحتاج فقط إلى حس المثابرة والإستمرارية. لخلق عادات جيدة تحتاج إلى قدر من الإنضباط الذاتي، وهناك العديد من الطرق التي تساعدك على بناء هذه المهارة ومنها:
تحكم بطريقة تفكيرك
راقب أفكارك وتخلص من النظرة السلبية للحياة. يمكنك التحكم بأفكارك وجعل عقلك يعمل لصالحك، كل ما عليك فعله هو الانتباه للأفكار التي تلتقطها وفلترة تلك الأفكار والإحتفاظ بما ينفعك. مثلًا، قد تقابل شخص ويخبرك أنك لن تستطيع إنجاز هذه المهمة بسهولة، حاول أن تبدل هذه الفكرة بأن لديك القدرة على الإنجاز والثبات.
بدل التفكير بمدى صعوبة المهمة فكر بإمكانية تنفيذها وحدد وقت مناسب لها، عندما تفكر بطريقة سليمة وخالية من جلد الذات تستطيع إقناع نفسك بمقدراتها بالتالي تبني عادة الإنضباط الذاتي بشكل أسرع.
اعرف نفسك جيدًا
تذكر قبل أن تبدأ برسم مخططاتك اعرف نفسك جيدًا. اكتب مميزاتك وعيوبك، نقاط قوتك وضعفك، نعم اكتبها ولا تكتفي بالتفكير فيها. تحديد نقاط القوة والضعف تساعدك على بناء أهداف واقعية يمكن تنفيذها وتتبع تقدمك فيها، مما يجعل بناء الإنضباط الذاتي أسهل.
بالإضافة لذلك، معرفتك لنقاط ضعفك تساعدك على البحث عن الطرق للتخلص منها أو جعلها مصدر تميزك، كما أن معرفتك لنقاط قوتك تزرع فيك حب الذات والثقة بالنفس؛ وتقوم بتحفيزك لبذل المزيد.
تحديد السبب الكامن وراء تصرفاتك وأحلامك يجعلك أكثر حماسة ومثابرة نحو تحسين حياتك وبناء عادة الإنضباط، فأنت هكذا وجدت الحافز الداخلي لمقاومة التسويف والاستمتاع بالمهام وإن كانت صعبة. بكلمات أخرى، تعرف على نفسك جيدًا وعلى الدافع الذاتي الذي يجعلك تستمر، هذا الذي يجعل تنفيذ المهام والتخطيط للمستقبل أكثر متعة بدلًا من جعله أكثر إرهاقًا.
حدد أهداف واضحة
كلما كان هدفك واضح ويمكن تخيله، كلما زادت فرصة تحقيقه. إن أردت أن تنجز المهام وتحقق الإنضباط الذاتي، لا بد أن تضع أهداف واضحة وتجعلها أمامك. معظمنا إن سُأل ما هو هدفك في الحياة يجيب بالنجاح، لكن النجاح ليس هدف! النجاح غير موجود بهذه الصورة الخام!
"أريد أن أكون ناجح" ليس هدف أو رؤية يمكنك تحقيقها، تفتقر الخصوصية والطابع الخاص، هذه جملة لا تتضمن أحلامك ورسالتك. بدلًا من تضييع الوقت في قول أريد النجاح، جرب قول أريد أن أصبح ناجح في (هدفك الواضح) لا تكتفي بالقول، اسعى وثابر وانجز كل يوم جزء بسيط يقربك من هدفك.
جهز جدول مهام مرن
تجهيز جدول مهام مهم جدًا لمتابعة تقدمك نحو أهدافك وتحقيق عادة الإنضباط الذاتي، لكن هذا لا يعني أن تمر حياتك وأنت تخطط. جهز جدول مهمات مرن، بحيث تستطيع تغييره على حسب الظروف؛ تجنبًا للشعور بضغط العمل والاحتراق النفسي وفي النهاية فقدان الشغف.
يمكنك عمل جدول مهام مرن وذلك بتحديد فترة قصيرة لتنفيذ المهمة مع تحديد أوقات الراحة والترفيه. كن منطقي مع نفسك، لا أحد يستطيع أن يكون منتجًا بشكل يومي لذا لا تقسو على نفسك، لا بأس ببعض الأيام الهادئة.
خطوات صغيرة مستمرة
خطوة صغيرة كل يوم أفضل من خطوة ضخمة مرة واحدة فقط. الإنضباط الذاتي عادة يجب بناءها تدريجيًا، انجز مهمة صغيرة واحدة يوميًا. قد تكون 10 دقائق من التمارين الرياضية أو 10 دقائق من القراءة أو الكتابة أو غيره.
لا يهم ماذا ستفعل أو كم من الوقت ستقضيه، المهم أن تنجز ولو أمر صغير واحد في اليوم، ولو 5 دقائق من ممارسة هوايتك المفضلة.
تخيل أفضل نسخة منك
اغمض عينيك خذ نفس عميق، تخيل نفسك وأنت في افضل حال ممكن، تخيل وصولك لهدفك. أثبتت الدراسات أنك أكثر قابلية لتحقيق أهدافك عندما تستطيع رؤية نفسك وأنت حققت أهدافك. تخيل الشعور الرائع وأنت تصل إلى أفضل نسخة منك، هذا بحد ذاته تحفيز لبذل أفضل ما لديك وتبني عادة الإنضباط الذاتي. طريقة التفكير هذه تجعلك ترى العالم ونفسك من هذا المنظور الرائع؛ وترى الفرص القيمة التي تسهل طريقك.
كافئ نفسك بإستمرار
مهما كان إنجازك بسيط احتفل به! أن تنفذ مهمة كنت تحسب أنك لن تنجزها هذا وحده كافي بأن تثق بنفسك وتفخر بقدراتك. حتى إن لم يرى أحد إنجازك هذا لا تستسلم واحتفل، يكفي أنك تغلبت على تسويفك وحققت شيء مهم لك، اشعر بالفخر!
شارك أهدافك مع من يهتم
مشاركة أهدافك مع من تحب أو مع من يهتم بأفكارك دافع كافي ليجعلك تلتزم وتحسن مهارة الإنضباط الذاتي. أنت تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين يذكرونك بأهدافك وأهميتها لك ولمحيطك، حاول أن تضم من يهتم بمجالك لدائرة أصدقائك، بهذا الشكل أصبح لديك تحفيز خارجي للاستمرار.
الإنضباط الذاتي مهم في هذه الحياة، وخصوصًا في هذا العصر؛ حيث تحتل المتع اللحظية جزء كبير في حياتنا بدلًا من عيش الحياة بتفاصيلها. ركّز على اللحظة الحالية وحدد أهداف واضحة تدفعك نحو تحقيق أحلامك، افعل شيء لذاتك المستقبلية واسعد نفسك بنفسك.