..
لأنني شاعرٌ فقير لَمْ يكُن لدي حروفٌ كافية، أوراقٌ أخطُّ عليها وأُضمِد فيها جِراحاتي، سطورٌ تُرتبُ بَعْثرتي التي أنثرها، قلمٌ يَهوى الإتزان مثلي ويعشقُ التَمرُد، يُوأنب النقاط ويجعل مِن المُستحيل مُمكن والمُمكن مُستحيل، والحركات! (تضُمُ) هياكل الأشياء، وكل(كسْرٍ) فِيَ يُجبر.
لأنني شاعرٌ فقير اختزلتُ الأفكار وخبئتُها في مُخيلتي، ولأنَّ الزَاد عندي ابتسامةُ قارئ، صنعتُ مِن دونِ قصد أبياتًا تحملُ في طياتها معاني الحياة، ألِفتُ القوافي بعدها وألِفتُ كل شيء.
ولأنني شاعرٌ فقير والفَقْر ليس بعيب، كنتُ أجوبُ الطُرقاتِ ليلًا، أبحثُ عن ماهية الشعور، فسرقتُ مِن أفواهِ المارَة التُراهات، وجعلتُ مِن عِلّتِها مَصدر دواء، فأنا مريضٌ، مُلجمٌ بكلماتٍ تود البوح. ولأنني شاعرٌ فقير أستحليتُ الهدوء وصِغتُ الحكايات السعيدة، فأنا بسيطٌ، لا ينتمي للغة بشيء وفي الحقيقة! أنا المعاجم كلها ورُبان السفينة.
#سُرُرٌ