..
هدوء مسرح
نكتب ونكتب ونكتب ولكن من يقرأ؟ من مستعد لحمل هذه الجمل المتكدسة وفهم أحجية أفكارنا، من مستعد أن يحمل هم قراءة لغز كاتب جديد؟
لا أظن أن هناك كاتب “جديد” حقًا كل من يكتب ليس إلا انسان تراكمت الكلمات على ظهره وأصبحت تنحدر مع كل انحناءة. نكتب ونظن أننا لسنا متميزين ونخاف من زمجرة جمهور لا يوجد، أو لنقل هدوء مسرح.
بقول هدوء مسرح طرأ على بالي شعور ممثل وجد نفسه وحيدًا بعد اضاءة كراسي الجمهور، وفي تلك اللحظة بالذات شعور المرارة والخيبة يصل إلى روحي. ياللهول مسرح كامل ليس به جمهور وممثل ترك نفسه ولم يخف من الظلام المحيط، بعض الناس لا يخافون من الظلام بل يخافون من النور. كيف يخاف الإنسان من النور؟
يخاف عندما تظهر الحقيقة المرة بإضاءة المسرح. هنا الممثل الذي خاب ظنه هو من يدعونه “كاتب جديد” والمسرح الخالي من الجمهور ليس إلا عدد المشاهدات في صفحة ما. أتهم عدد المشاهدات لتلك الدرجة، أم نحن في العصر الرقمي لا نعترف إلا بالأرقام؟
في الأيام القليلة الماضية سعيت وراء الأرقام كثيرًا، أرهقت حقًا. وأنا أكتب هذه الكلمات أضرب في عرض الحائط كل ما تعلمته عن تحسين محركات البحث والكلمات المفتاحية. أشعر براحة الآن أكثر وأنا همي الوحيد أن تصل كلماتي ولو لشخص واحد.
الكتابة اصبحت معقدة لهذه الدرجة لأن لم يعد الجميع يقرأ، أصبحت الطريقة الوحيدة لتجعل أحدهم يقرأ هي أن تكرر كلماتك وتلتزم بلائحة قد تجعلك تسأم من الكتابة وفي النهاية لا يزال لا يوجد من يقرأ!
أعلم ان هناك العديد من المحترفين في تلك الأمور، وأكاد أهنيهم على صبرهم وكفاحهم، والآن علي أن أكتب ١٠٠٠ كلمة لتعتبر منصة جوجل ما اكتبه مقالة. أرقام مجددًا أرقاام....
بقلم ترتيل عوض