الكتابة الحرة Free Writing
الكتابة الحرة هي القدرة على كتابة كل ما يخطر على البال دون الالتفات للأخطاء الإملائية أو النحوية ودون الاهتمام بنوع قطعة الكتابة وترابط النقاط ببعضها البعض.
ربما لم يسبق لك أن تسمع بفعالية الكتابة الحرة عندما يتعلق بعلاج النفس أو التنفيس عن الغضب والتعبير عن المشاعر، أثبتت الكتابة الحرة فعاليتها العلاجية في علم النفس، حيث وجد علماء النفس والأطباء أن الكتابة بلا قيود تساعد الفرد على فهم المشكلات والتوصل إلى حل كما تضمن للفرد ملجأ مضمون ومتنفس للتخلص من الغضب والإنفعال والتغلب على الحزن والاكتئاب أو حتى التعبير عن الفرح والسرور؛ حيث أن الكتابة تساعد على تحسين المزاج والحفاظ على الصحة النفسية على المدى البعيد.
وبعيدًا عن كل ما تجده في الانترنت عن الكتابة الحرة دعني أشاركك تجربتي الشخصية علها توقد شعلة أمل بداخلك عزيزي القارئ...
كنت طفلة صغيرة لا أقوى على الكتابة بعد ولكن كنت مصممة على أن أرى تلك النقوش التي كان يدعونها الكبار بالكلمات وهي تحمل معنى أفكاري كنت أطلب ممن يكبرني بأن يكتب شيئًا ما أمليه له ثم انظر الى الورقة وأرميها - وها أنا أكتب بنفسي وأرمي الورقة أيضًا-
إلى أن تعلمت الكتابة وأصبحت أكتب قصصًا لألعابي الني أصبحت مسرحيات ومسلسلات أشاهدها في مخيلتي وأتماشى مع سير أحداث القصة. كبرت عدة سنتيميترات ووجدت إلهامي في رحلة الكتابة ولكني أخفيت كل كلمة نقشتها على ورقة، كنت أظن أن كتابتي سيئة وسينتقدها الجميع أولهم عائلتي، والآن أرى بوضوح أني اكتسبت شجاعة دعتني لأكتب كما شئت وألا أرمي الورقة مجددًا. مرت السنين وأصبحت أكبر مع أحلامي، كنت أكتب لنفسي وأتباهى مع خيالاتي ثم أخفي ما أكتبه، عقل طفلة تخاف من كلمة لا. أفكاري الطفولية كبرت وأدركت أن لا طاقة لي لأصبح شخصيات رواياتي وقصصي استسلمت للورقة فحسب.
كنت أريد أن أحيي قصصي مجددًا فقررت في سن المراهقة أن أكمل حكاياتي وانشرها، لم يدم طويلاً حتى اعتزلت قصصي التي كانت ملاذي الآمن مهما حدث، عدت لأكتب لنفسي واقتنيت دفاتر مذكرات وأخرى صنعتها بنفسي، لجأت للرسم وأبحرت فيه ثم وجدت نفسي أكتب مجددًا، أحلامي اختلفت وتعددت وبقي شيء واحد ثابت وهو أن أصرخ بكتاباتي لكل من يمر أمامي، لم يكن حبًا ولا فخرًا بما تشكله أناملي، كان حبًا للحرية والتنفس، ان كنت لا أتحدث ب حرية فدعوني أكتب ب حرية.
أظن السر في عودتي المتكررة للكتابة هو أني في كل مرة قررت أن أكتب لنفسي، دون ضغوطات ودون الاهتمام بتصفيق الجمهور أو زمجرتهم، الكتابة الحرة هي أن تكتب لنفسك كل ما تريد أن تقرأه مجددًا، أن ترسم مشاعرك على صورة حرف، أن تصدق كل ما تكتبه، بهذا الشكل تصل للآخرين.
لنعود للموضوع الأساسي، خذ ورقة وقلم واكتب ما تريده، اصرخ ابكي اشكي حلق في داخلك، ان عجزت عن البداية، قم بوصف أي شيء تراه أمامك فقط ابدأ. تخيل أنك تتحدث مع ذاتك، انغمس في المحادثة امدح عاتب افعل ما شئت، لا تلتفت للأخطاء الصغيرة فقط أكمل، اكتب حتى لو علمت أنك سترمي الورقة! اكتب لنفسك فقط، اكتب لتهدأ، اكتب لتطير من السعادة، اكتب لتعشق، واعشق لتكتب.
يفترض أن يكون المقال به من العلم والنظريات نصيب ولكن أظن الفائدة القصوى سنقدمها لك عن التجربة، وأقول لك أن الكتابة أداة سحرية لمن اتخذها جزء من الشخصية، تعيد تصويرك للأحداث وتقوي بصيرتك، تجعلك تخلق عوالم وتحلق فيها، تبدأ بالكتابة حائرًا وتنهيها بنفس عميق. خذها قاعدة، الصلاة وقراءة القرآن أو الكتب المقدسة مع الكتابة الحرة، ترتفع بك في النقاء النفسي، هذا الثلاثي سينتشلك من أي ضيق وينير لك الطريق.
بقلم الكاتبة: ترتيل عوض الأمين
بالأسفل مصادر لمن أراد التعمق في العلاج بالكتابة الحرة.