ما هو الذكاء العاطفي وكيف يمكنك تحقيقه؟ Original photo by Count Chris @countchrison Unsplash |
ما هو الذكاء العاطفي وكيف يمكنك تحقيقه؟
الذكاء العاطفي أصبح من المفاهيم المنتشرة في هذه الآونة الأخيرة، وذلك دليل على أهميته وفوائده على الصحة النفسية والعلاقات الإجتماعية. الذكاء العاطفي يمكنك من التحكم وإدارة مشاعرك وتعاطفك مع الآخرين، حيث أنه له دور مهم في جميع مجالات الحياة، في هذا المقال سنتعرف على الذكاء العاطفي وأهميته وبعض التقنيات لتطبيق الذكاء العاطفي.
جدول المحتويات
ما هو الذكاء العاطفي؟
الذكاء العاطفي Emotional Intelligence (EI) هو قدرة المرء على التعرف وإدارة مشاعره الخاصة وأيضًا مشاعر الآخرين. الذكاء العاطفي يشمل قدرة الفرد على تسمية المشاعر والتحكم بها واستخدامها لصالحه. كما أن من لديه ذكاء عاطفي يستطيع تمييز مشاعر الآخرين ومساعدتهم على التحكم بمشاعرهم.
الذكاء العاطفي نظرية قدمها كلاً من بيتر سالوفي Peter Salovey و جون د. ماير John D.Mayer في التسعينات من القرن الماضي، بعد ذلك طورها العالم Daniel Goleman ولاقت قبول من العامة والمختصين. إلا أن بعض علماء النفس شككوا في مصداقية الذكاء العاطفي لأن لا يمكن قياس الذكاء العاطفي بالمقاييس النفسية المعروفة.
قدم العالِم Goleman خمسة مقومات للذكاء العاطفي وهم:
- إدراك الذات أو الوعي بالذات Self awareness
- التحكم بالذات Self regulation
- التحفيز Motivation
- التعاطف Empathy
- المهارات الإجتماعية أو مهارات التواصل Social skills
قدرتك على إدراك مشاعرك وأفكارك وفهمها، أيضًا قدرتك على إدراك البيئة حولك.
قدرتك على التحكم بإنفعالاتك السلبية والإيجابية وقدرتك على ضبط النفس وتحكمك بالغضب والتوتر والقلق.
تحفيزك لنفسك للقيام بالمهمات أو الإستمرار والمثابرة في سبيل تحقيق أمر مهم لك.
قدرتك على وضع نفسك مكان الآخرين وتفهم مشاكلهم أو حالاتهم، كما أن التعاطف يفسح الطريق للتسامح بالتالي صحتك النفسية تتحسن.
الذكاء العاطفي المرتفع يجعلك أكثر تحكمًا بإنفعالاتك وأكثر تقبلًا لآراء الآخرين، كما يجعلك متعاطفًا وقادرًا على فهم مشاعر وتصرفات وانفعالات الطرف الآخر. بالتالي كل ذلك يضيف لك مهارات تواصل جيدة، كالانصات والتحدث بصورة مفهومة وأكثر ثقةً.
لاحظ أن مستواك في هذه المقومات يحدد ذكائك العاطفي. الذكاء العاطفي مهم جدًا لنفسيتك وثقتك بنفسك قبل أهميته وفوائده على محيطك.
أهمية الذكاء العاطفي
يلعب الذكاء العاطفي دورًا مهم في مختلف جوانب الحياة، بدايةً بمساعدة الفرد ليتحكم بمشاعره وانفعالاته وتحسين مزاجه. يزيد الذكاء العاطفي قدرة الفرد على التواصل والتعاطف مع الآخرين بالتالي ينمي علاقاته الإجتماعية. كما أن الذكاء العاطفي يساعد الفرد على إدارة ضغوطات العمل والتوتر بالتالي تحسين أدائه في العمل.
كيف يمكنك تحقيق الذكاء العاطفي؟
بحثت عن أفضل الطرق لتنمية وبناء الذكاء العاطفي، تشاركت معظم المصادر في نقاط معينة:
ركز مع ذاتك
حاول بناء يقظة الذات أو وعي بالذات. كل ما عليك فعله هو مراقبة نفسك أكثر، عند أي وقت اسأل نفسك، لماذا فعلت كذا؟ أو لماذا تشعر بكذا؟ ما الذي فهمته من الموقف الفلاني.
انتبه، طريقة تفكيرك تؤثر على مشاعرك وتصرفاتك ومشاعرك تؤثر على تفكيرك وتصرفاتك. الموضوع المضحك أنه تصرفاتك أيضًا تؤثر على المشاعر والتفكير، إذًا هذه دائرة لا تنتهي بل يمكنك تغيير أي جزء وسيؤثر على البقية.
مثلًا تشعر بالتعب ولكن رغم ذلك تنفذ مهمة ما، هكذا لن تكون أسير مشاعرك أو أفكارك بل سترسل للدماغ ما تريده أن يفكر ويتصرف على أساسه. هذه الدائرة ما يسمى بالعلاج الإدراكي السلوكي وسنتطرق إليه في القريب العاجل ان شاءالله!
تعاطف مع الآخرين
نقطة أخرى مشتركة هي التعاطف مع الآخرين، جرب أن تضع نفسك في مكان الآخر، حاول أن تساعد الآخرين على التعامل مع مشاعرهم وحاول التخفيف عنهم، ربما في البداية لن تفلح كثيرًا ولكن شيء فشيء ستبدأ ببناء الذكاء العاطفي وستبدأ بفهم المشاعر والإنفعالات الإنسانية.
تحكم بإنفعالاتك
نقطة مهمة ضمن التحكم بالذات، ألا وهي تمارين التنفس. عندما تشعر بالقلق أو الغضب اغمض عينيك وتنفس بعمق، راقب عملية التنفس البطيئة، جرب أن ترى الأمور من زاوية مختلفة.
الذكاء العاطفي مهم لتصل إلى ما تريده وتعيش حياة هانئة ومليئة بالهدوء النفسي؛ الذي ينعكس إيجابًا على علاقاتك وعملك ويساعدك على عيش حياة أفضل.
بقلم ترتيل عوض
المصادر: